الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة

**Admin** مدير عام المنتدى تاريخ التسجيل : 27/01/2011

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839684139369397138812164674sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839686139369397138812163213sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839686139369397138812162978sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839686139369397138812168332sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839764139369397138812169704sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839683139369397138812163777sze1000

الأول من أغسطس عام 1896 بداية ظهور"العفريت المتنقل" في شوارع القاهرة Pic_1414839685139369397138812166689sze1000

في وقت كانت السيارات فيه تعد علي أصابع اليد الواحدة، وكانت" الحمير والعربات التي تجرها الخيول هي الوسائل المتاحة،كان الإعلان عن تشغيل أول ترام في مصر وتحديدا بالقاهرة، بمثابة نقلة حضارية كبيرة للمجتمع المصري بشكل عام والقاهري علي نحو خاص في وقت كان الانتقال فيه من مكان لأخر داخل العاصمة أمر غاية في الصعوبة.

ففي أواخر القرن التاسع عشر كانت الشوارع مظلمة ومعظمها غير ممهد، ومع ظهور الترام انتقلت القاهرة من مرحلة التخلف إلي التطور، وفي صباح يوم الأول من أغسطس عام 1896 بدء التشغيل التجريبي لأول قطار كهربي"ترام" في القاهرة، علي أن يتم إنشاء 8 خطوط مركزها من ميدان العتبة الخضراء إلي القلعة وبولاق والناصرية والعباسية ومصر القديمة والروضة، ليعلن هذا الحدث عن بداية انتقال سهل بين أحياء المدينة المختلفة في زمن قياسي وبداية نقلة حضارية في مجال النقل.

كان حسين فخري باشا، ناظر أو (وزير) الأشغال في ذلك الوقت، هو أول من استقل تلك" العربة السحرية" بصحبة عدد من كبار المسئولين، وسارت بهم من بولاق مرورا بالعتبة حتي وصلت إلي القلعة من خلال شارع محمد علي،وعلي جانبي ذلك الطريق الطويل اصطف عشرات الألاف من المصريين لمشاهدة هذا الابتكار العجيب معتقدين تماماً نفس الاعتقاد الكائن نحو السيارة بأنه يسير بقوة دفع"الجن" له، حتي أطلقوا عليه اسم"العفريت".

وبعد أقل من أسبوعين وتحديدا في الثاني عشر من أغسطس 1896،فتحت عربات الترام أبوابها أمام الجموع الغفيرة من الجماهير في احتفال مهيب، زُين فيه ميدان العتبة الذي يمثل نقطية انطلاق"التروماي" .

تولت إحدي الشركات البلجيكية المستثمرة في مصر إدارة وتشغيل التروماي، وعلي الرغم من ارتفاع سعر تذاكر الركوب نسبياً في ذلك الوقت، حيث بلغت 6 مليمات للدرجة الأولي و4 مليمات للدرجة الثانية، إلا أن الإقبال كان كبيرا خلال الأشهر الأولي، الأمر الذي دفع الشركة في عام 1897 إلي ردم الخليج المصري ومدت خطا تاسعا للترام من ميدان السيدة زينب وحتي غمرة، ثم حصلت الشركة علي امتياز لمد خط من الجيزة وحتي الهرم.

وبحلول عام 1902 تمكنت الشركة من الحصول علي امتياز بخط يمتد من ميدان باب الحديد وحتي ساحل روض الفرج مرورا بكوبري وشارع شبرا، ومع إنشاء كوبري الملك الصالح وكوبري عباس علي النيل، تم افتتاح خط جديد للترام ينطلق من ميدان العتبة وحتي الجيزة مباشرة ومع إنشاء كوبري أبو العلا، تم تشغيل خط أخر عام 1912 يصل للجيزة عن طريق الزمالك، حتي أصبح الترام وسيلة الانتقال الأولي في القاهرة رغم بداية انتشار السيارات في هذه الفترة.

تنوعت عربات الترام في مصر وكانت أشهر عربات الترام في مصر علي الإطلاق هي الترام البلجيكي الذي استمر تواجده منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتي سبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلي عربات الترام الأمريكي الشهير PCC ، ومابين الترام البلجيكي والترام الأمريكي شهدت شوارع مصر عربات الترام التشيكي تاترا K5AR الذي اعتبر الأسوأ من بينهم، فكانت عرباته لم تصمد طويلاً بسبب نقص قطع الغيار وضعف مستوي الصيانة.

ومروراً بأهم المحطات التاريخية في تاريخ الترام المصري، شهدت مرحلة أوائل الثمانينات من القرن الماضي، بداية تصنيع عربات الترام في مصر، لتأتي حقبة التسعينات وتلغي فيها عدد من خطوط الترام بسبب إلغاء العديد منها بحجة تقليل الضوضاء الناتجة عن سيرعرباته، وعلي الناحية الأخري قامت الحكومة بمد خطوط ترام جديدة في مناطق أخري كالخط الذي يربط بين حلوان والتبين، وخط مصر-إسكندرية للسكك الحديدية وخط مصر الجديدة مما شكل شبكة واسعة للترام في مصر.

واليوم انكمش الترام فاختفي من كافة شوارع القاهرة واقتصر تواجده علي ضواحي القاهرة، لتنتهي تدريجياً بذلك أسطوة الترام التي استمرت قرابة قرن كامل كان فيه وسيلة النقل الأسهل لسكان القاهرة في القرون الوسطي للعصر الحديث.